يتساءل الأهل بإستمرار عن سبب تعرض أطفالهم للزكام مرّات عدة سنوياً، ويقدّرون أنّه بسبب تغيير في الطقس أو قلّة في المناعة وغير ذلك، دون التفتيش عن السبب الحقيقي الذي قد يكون في كثير من الأحيان حساسية تؤدي الى إصابة الشخص بالربو إذا لم تتم معالجته باكراً.
عوامل تؤدي للإصابة بالربو..
الربو مرض تنفسي مزمن يعاني فيه المريض من ضيق في التنفس نتيجة تضيّق متقطع للمجاري الهوائية، وهو يصيب الإناث والذكور من مختلف الأعمار، بحسب ما تؤكد الإختصاصية في أمراض الصدر والربو زينة عون لـ"النشرة". وتلفت الى أن "إهتمام العالم بهذا المرض إزداد نظراً لإزدياد إنتشاره بشكل سريع في الآونة الأخيرة، وعوامل عديدة تؤدي الى الإصابة به بعضها وراثي فيما البعض الآخر بيئي.
وترى عون أن "العامل الوراثي يلعب دوراً في أمراض الحساسية كلها مثل الربو وحساسية الأنف والجلد فتكثر الإصابة بالربو بين هذه العائلات، أما العوامل البيئية فهي تسبب وتساعد على حدوث الربو ونوباته"، وتعتبر أن "شعر وفرو الحيوانات، الصراصير، العفن، أوراق الأشجار، غبار المنزل، روائح المنظفات الكيمائية كلها مواد مثيرة للربو وللحساسية".
وهنا تؤكد ساندي الضاني وهي إحدى المريضات بالربو، تسكن في القليعات حيث الأشجار تحيط منزلها، أنها "ومع تغيير الفصول تشعر بصعوبة بالتنفس بسبب أوراق الأشجار، لكنها تأقلمت مع هذه المسألة وتعالجها بالدواء وبالعقاقير".
لمعالجة المرض في مراحله الأولى
للربو أعراض عديدة تؤشر الى إصابة الشخص بهذا المرض منها السعال في الليل وفي ساعات الصباح الأولى وبعد ممارسة الرياضة، الإنقباض في الصدر، ضيق التنفس، صعوبة الزفير ...، وفي هذا الإطار تشدّد الدكتورة زينة عون على "ضرورة معالجة هذا المرض وهو في مراحله الأولى قبل أن يتطور ليصبح مزمناً". وتشرح أن "مرضى عديدين ينتقلون من مصابين بربو عاديين الى مرضى بات الربو عندهم مزمناً، خصوصاً إذا كانوا مدخنين".
هذا ما حصل مع حسن سلمان وهو من المدمنين على التدخين، ويروي أنه "ومنذ مدة يعاني من مرض الربو، ومع تقدّم الوقت وبسبب التدخين بات لا يستطيع التنفس"، يتمنى سلمان "التوقف عن التدخين" لا لأنه يرغب في ذلك بل لأنه يساعده على الشفاء من ذاك المرض الذي يزعجه، وهو يرفض إستعمال "البخاخ" وهو الدواء الأنسب لهذا المرض. في المقابل تعتبر عون أن تناول الأدوية أمر ضروري جداً لمرضى الربو لأنها تساعد على الشفاء وعلى العيش حياةً طبيعية.
تنصح الأخصائية عون الأهل بإستشارة الطبيب حالما يشعرون أن الطفل يصاب بالزكام باستمرار لأن هذا ناجم عن حساسية قد تؤدي الى الإصابة بالربو وقد يتطور ليصبح مزمناً... في حين أن اكتشافه ومعالجته باكراً قد يساعد على إستقرار حالة المريض. وهنا تبقى الوقاية من الإصابة بهذا المرض أفضل من ألف علاج!